ترامب يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط: هل تقترب ساعة المواجهة مع إيران؟
في محتوى هذا المقال
المشهد الأخير الذي أثار الكثير من التساؤلات كان اعتذار نتنياهو للدوحة تحت رعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لحظة بدت هزلية في ظاهرها، لكنها حملت إشارات غير مطمئنة، إذ فهم منها بعض المراقبين أنّ ترامب يسعى لتقليص عدد خصومه في هذه المرحلة الحساسة، وكسب تحالفات خليجية جديدة، أو على الأقل منعها من الانزلاق نحو تحالفات مع قوى منافسة.
تصريحات غامضة تغيّر قواعد اللعبة
ترامب عاد مؤخرًا ليصرّح بأنّه يحضّر “لشيء سيغيّر الشرق الأوسط بالكامل للمرة الأولى“. التصريح الغامض يعيد إلى الأذهان خطاباته السابقة التي سبقت أحداث عسكرية كبرى، مثل ضرب مفاعل فوردو النووي الإيراني في خضم المواجهات بين إيران وإسرائيل.
تحركات إيرانية مريبة
التقارير الأمريكية المسرّبة كشفت أنّ الحرس الثوري الإيراني بدأ بنقل رؤوس صاروخية إلى مواقع بديلة داخل أنفاق جبلية محصّنة، مع تعبئة واسعة غير مسبوقة للجنود والاحتياط. هذه التحركات اعتُبرت مؤشرًا مباشرًا على أنّ طهران تتوقع عملاً عسكريًا وشيكًا ضدها.
حشود عسكرية أمريكية في الخليج
في المقابل، رُصدت تحركات غير اعتيادية لطائرات التزود بالوقود الأمريكية من طراز “KC-135″ و”KC-46” باتجاه قاعدة العديد في قطر. هذا النوع من الطائرات يستخدم عادة لدعم عمليات عسكرية طويلة المدى، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال ضربة أمريكية قادمة.
كما عُقدت قمة عسكرية سرّية في “فرجينيا” حضرها نحو 300 قائد عسكري أمريكي، حيث صرّح وزير الحرب الجديد بيت هيجسيث قائلًا: “قد ولّى عهد وزارة الدفاع… من يرغب بالسلام فعليه أن يستعد للحرب.”
مؤشرات دولية مثيرة للقلق
إلى جانب ذلك، بدأت بعض الدول الأوروبية بمطالبة رعاياها ودبلوماسييها في الخليج (خصوصًا قطر، السعودية، والإمارات) بتوخي الحذر أو العودة، تحسّبًا لأي تطورات مفاجئة.
إلى أين تتجه الأمور؟
المشهد الراهن يوحي أن واشنطن تجهّز لعملية عسكرية نوعية في الشرق الأوسط، ويبدو أن الهدف الأقرب هو إيران، خاصة مع تمددها السياسي وتحالفاتها المتزايدة مع روسيا والصين.
لكن هناك من يرى أن الخطوة قد تكون أيضًا مجرد استعراض قوة لإجبار طهران على التراجع عن سياستها التوسعية، وربما تمهيدًا لتدخل أمريكي أوسع في ملفات المنطقة، ومنها ملف غزة.
الأيام القادمة كفيلة بكشف حقيقة نوايا ترامب. هل نحن أمام مواجهة مباشرة مع إيران، أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون لعبة سياسية جديدة لإعادة فرض الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط؟ في كلتا الحالتين، المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر.







