
بريجيت ماكرون تصفع زوجها إيمانويل: الحقيقة وراء الفيديو المتداول
في محتوى هذا المقال
في الآونة الأخيرة تناقل ناشطو مواقع التواصل فيديو يظهر لحظة خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون من الطائرة خلال زيارة رسمية إلى فيتنام، بدا فيه أن السيدة الأولى ترفع يدها تجاه وجه زوجها فجأة. أثار المشهد موجة من الجدل والشائعات بين متابعي الحدث، حيث ادعى البعض أنها صفعته فعلاً. لكن المصادر الرسمية والموثوقة سارعت لنفي الخبر، مؤكدةً أن ما ظهر في الفيديو ليس أكثر من لحظة مزاح بين الزوجين. في واقعة مشابهة أعرب ماكرون نفسه عن استغرابه من تضخيم المقطع وانتشاره كفضيحة؛ فقال للصحافيين: «كنا أنا وزوجتي نمزح فحسب، لم يكن الأمر أكثر من ذلك».
في الواقع، أصدرت رئاسة الجمهورية الفرنسية بيانات توضح أن الفيديو التقطته وكالة الأنباء خلال لحظة “تودد ومرح” بين الزوجين، مؤكدةً أنه لا علاقة له بأي خصام. فقد وصف أحد المقربين من القصر موقف الزوجين بأنه “لحظة من الألفة قبل انطلاق الرحلة الرسمية، يقضيانها في مزاح قبل المغادرة”. كما انتشرت تصريحات في وسائل الإعلام تؤكد أن السيدة الأولى لم تصرخ أو تتهم زوجها بشيء، بل بلغة الجسد رفضت عرض مساعدته بكل بساطة. وفي تعليق صريح على الشائعات، قال ماكرون إن الموضوع “تفخيخ بالكثير من نظريات المؤامرة” واصفاً كل هذه الأقاويل بأنها «هراء» لم تكن لها أي أساس.
ردود الفعل الفرنسية والحقائق المؤكدة
سرعان ما تناولت وسائل الإعلام الفرنسية الخبر ونفت أي نزاع. فقد كتبت وكالات الأنباء مثل رويترز أن الفيديو أظهر “بريجيت ماكرون تدفعه بخفة في وجهه” أثناء نزوله من الطائرة، لكنه استدركت بأن الرئيس قال إن ما جرى كان مجرد مزاح. وذكرت صحف فرنسية ومواقع إخبارية أن مكتب ماكرون وصف الفيديو بأنه لحظة “قرب وعفوية” بين الزوجين. وأوضح مسؤول في قصر الإليزيه أن المشهد وقع أثناء لعبة بسيطة بينهما قبل بدء الزيارة، ولم يكن هناك أي صدع في العلاقة الزوجية.
وقد تزامن هذا الأمر مع حملة سابقة لفبركات مشابهة، فسبق لرواد مواقع التواصل نشر فيديوهات مزيفة تفيد بأي ادعاءات عن الرئيس وعائلته، وهو ما اعتبره القصر جزءاً من حرب معلوماتية موجهة ضد ماكرون. وبالنظر إلى كل ما سبق، يتضح أن الادعاءات حول “صفع” بريجيت لزوجها لا تقوم على حقائق مثبتة، وإنما هي شائعة تداولها مستخدمو الإنترنت وسرعان ما دحضتها التعليقات الصحفية والرسمية. باختصار، لا يوجد دليل موثوق على حدوث أي اعتداء؛ والفيديو الحقيقي كان مجرد موقف مرح في سياق رسمي أُخرجَ عن سياقه ليُضخم بشكل مبالغ فيه.
قصة حبّ بريجيت وإيمانويل: كيف بدأَ كل شيء
ورغم ما أثير مؤخراً، فهذه ليست المرة الأولى التي تحيط علاقتهما بشائعات أو فضول إعلامي. قصة حب الرئيس الفرنسي وزوجته هي حكاية غير عادية بدأت منذ عقود. في عام 1993، كان إيمانويل شاباً في الخامسة عشرة من عمره يدرس في مدرسة «لو بروفيدنس» الكاثوليكية بينما كانت بريجيت أستاذة للدراما تبلغ من العمر 39 عاماً. نشأت بينهما علاقة خاصة بعدما قام الاثنان بإخراج مسرحية مدرسية معاً، ورغم فارق السن الكبير سرعان ما وقع “إيمانويل غارقاً في حب معلمته”، كما وصفته إحدى الصحف البريطانية. تقول بريجيت اليوم إن الفكرة في البداية كانت تؤذيها بسبب الاختلاف الكبير في السن: «كان شاباً صغيراً جداً بالنسبة إليّ»، لكنها لم تنس ما شعرت به حينها.
بعد ذلك قرر والدا إيمانويل قطع صلته بالمدرسة وأرسلاه للعيش في باريس، ظناً منهما أنه سينساه ويقع في حب فتاة من سنه. في باريس التحق إيمانويل بجامعة العلوم السياسية وعاش حياة شبيهة بمراهق عادي، حتى أنه تأسس في علاقة عاطفية مع زميلة دراسة. إلا أن شعوره ببريجيت ظل قوياً، فتواصل معها هاتفياً وسرياً على مدى عشر سنوات، وهو ما تؤكده تصريحاتها بأنها «لم تكن تريد أن تفوت فرصة الحياة لأنها تعرف أنه لن يحب فتاة من عمره».
التحديات وفارق السن والزواج
نحو منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وبعد أن انفصلت بريجيت عن زوجها الأول الذي كان متزوجاً منه منذ عشرين عاماً، تجدد التواصل بينهما بعمق أكبر. وبعد عام واحد فقط من طلاقها، تزوج الاثنان في عام 2007 عندما كان عمره 30 عاماً وهي 54 عاماً. في حفل الزفاف أعرب ماكرون عن امتنانه لأسرة زوجته قائلاً: «شكراً لقبولكم لنا، نحن زوجان ليسا بالمعيارية أو العاديين». وقد اعترف الاثنان لاحقاً بأن فارق السن كان يمثل تحدياً معيشياً؛ فكما صرحت بريجيت “لسنا زوجين مثاليين، وبالطبع الأمر أكثر تعقيداً عندما يكون الفرق العمري كبيراً”. ورغم ذلك فقد أكد ماكرون على قوة هذا الحب واستمراره، فقد وصف زوجته بأنها «جزء مني ومن توازني الشخصي»، وأشاد بأنها صديقة أمينة تخبره بالحق كل يوم.
منذ ذلك الحين شهدت علاقتهما مراحل عدة؛ شاركا معاً في الحملات السياسية، ورحب العالم بهما كأيقونة فريدة في الحياة العامة. لقد تجاوزا معاً الكثير من التحديات الاجتماعية والإعلامية، وظلت صورة “المعلم والطالب السابق” تحوم حولهما كعنوان مفارق. ومع ذلك، يبدو أن الثنائي وجد لنفسه توازنًا فريدًا في الزواج؛ فقد قال ماكرون في لقاء صحفي إن الحب بينهما «جزء من حياتي وتوازني»، معتبرًا أن قوة العلاقة تكمن في صدقها واستمراريتها.
في الختام، ورغم صدور الكثير من الشائعات وتداول الفيديوهات الخادعة، تؤكد المصادر أن بريجيت وإيمانويل ماكرون لا يمران بأي أزمة. الفيديو الذي أشعل الجدل كان لحظة عفوية التقطتها الكاميرات عن غير قصد، وأظهر مزاحًا بسيطًا بينهما، كما نفت الرئاسة الشائعة بكل وضوح. وبعيداً عن ضجيج الشائعات، تظل قصة حبهما أحد أكثر القصص إثارة للإعجاب، من لقاء غير متوقع في فصل دراسي إلى بناء أسرة وشراكة راسخة واجهت اختبار الزمن والفضول الصحفي بكل نجاح.
المصادر: التقارير الإخبارية لوكالات رويترز وغارديان وغيرها، وتصريحات رسمية أدلى بها الرئيس ماكرون، بالإضافة إلى مقابلات ومقالات صحفية حول حياة بريجيت وإيمانويل.







